lundi 2 mai 2011

المبادرة الخليجية


اللقاء المشترك
يتساءل البعض كيف تمكنت السعودية من فرض حضورها القوى في مشهد ثورة الشعب اليمني, ولماذا استجابت المعارضة للمبادرة التي تبنتها السعودية تحديدا , على الرغم من الامتيازات الممنوحة لعلي عبد الله صالح,وعلى الرغم من الرفض الشعبي للمبادرة, كل ذلك يجعلنا نستدعي طبيعة العلاقات التاريخية اليمنية السعودية,ولا يمكن سبر غور أحداث اليوم لاكتشاف حقائق الأمور دون الولوج إلى عمق تلك العلاقة,وسأضع بين يدي القارئ الكريم جملة من الحقائق التي تكشف طبيعة التأثير السعودي على مجريات الأحداث في اليمن:

- بدعم من السعودية للملكيين استمرت الحرب في اليمن قرابة ثمان سنوات

- للسعودية حضور في أوساط القيادات المجتمعية و النخب السياسية والثقافية و الإعلامية وتمنح المقربين منها امتيازات خاصة

- في عهد الرئيس صالح ارتهن القرار اليمني للموقف والقرار السعودي بصورة كبيرة وسافرة

- احتكرت السعودية الملف اليمني خصوصا فيما يتعلق بالقضايا الدولية ذات العلاقة باليمن, حتى أصبح ينظر لليمن من خلال النافذة السعودية فالمجتمع الدولي لا يقرر بشأن اليمن إلا من خلال الرؤية السعوديةغالبا, وأيضا ملف المساعدات تُرك للسعودية

- السعودية دولة لصيقة باليمن مما يجعل دورها ميسر في دعم طرف من الأطراف, وكان هذا واضحا في حرب صيف 94م وكذا حرب صعدة وتأثيرها في ملف الحراك الجنوبي,وما قدمته من دعم عسكري لنظام صالح في بداية أحداث الثورة قائمة

وأمام هذه المعطيات لطبيعة الدور السعودي ,كان على المعارضة أن تبذل قصارى جهدها لكسب تأييد السعودي لصالح الثورة الشعبية على نظام صالح خصوصا وان المؤشرات أظهرت تململ الموقف السعودي تجاه نظام صالح , وعلى المعارضة أن تقتنص الفرصة لإحكام الحصار على نظام صالح وإجباره على الرحيل,

من هذا المنطلق يأتي تفاعل المعارضة مع المبادرة الخليجية رغم ما شابها من قصور, وعليه يمكن القول أن نظام صالح والمعارضة في اللحظة الراهنة في سباق محتدم لكسب الموقف السعودي ومن ورائه دول الخليج والموقف الدولي

والسؤال من سيكسب الرهان ? ومن خلال المؤشرات يبدو أن نظام صالح لم يعد قادرا على كسب الرهان إذ باتت الخسائر السياسية تتوالى عليه دون توقف

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire